بعد غياب مؤقت استمر نحو 5 سنوات، تعود كرة السلة الأردنية إلى ساحة المنافسة الخارجية في بطولة دبي الدولية لكرة السلة من بوابة فريق نادي اتحاد عمان، الذي يسجل الحضور الحادي عشر للفرق الأردنية والأول له في تاريخ مشاركاته بالبطولة الدولية العريقة، منذ تأسيسه العام 2017.

وتعود المشاركة الأخيرة لكرة السلة الأردنية في بطولة دبي إلى العام 2019، وذلك عندما شارك المنتخب الوطني الأول للرجال في البطولة الدولية، ضمن محطات التحضير لمواجهتي الصين ونيوزيلندا في النافذة السادسة والأخيرة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2019، حيث غادر "صقور الأردن" البطولة من دورها الأول بقيادة المدرب الأميركي جوي ستايبينغ آنذاك.

وسحبت مؤخرا قرعة النسخة 34 من بطولة دبي الدولية لكرة السلة، والتي تنطلق منافساتها يوم بعد غد الجمعة في صالة راشد بن حمدان الخاصة بنادي النصر الإماراتي في مدينة دبي، وتستمر حتى الثاني من شباط (فبراير) المقبل، وسط مشاركة عشرة فرق وزعت على مجموعتين، وتضم الأولى فرق؛ اتحاد عمان وسترونغ غروب الفلبيني وبيروت اللبناني والنصر الإماراتي والمنتخب الإماراتي، فيما تضم المجموعة الثانية فرق؛ الحكمة اللبناني والأهلي طرابلس الليبي وفالينتس الفلبيني والشارقة الإماراتي والمنتخب التونسي.

وتلعب البطولة الدولية وفقا لنظام الدوري الكامل من مرحلة واحدة لترتيب مراكز الفرق، وتتأهل الفرق صاحبة المراكز الأربع الأولى في المجموعتين إلى الدور ربع النهائي "كروس"، مرورا بـ "المربع الذهبي" والدور النهائي.

وأجرت الجهة المنظمة تعديلا على جدول مباريات البطولة، حيث يبدأ اتحاد عمان مشواره في البطولة الدولية بمواجهة فريق بيروت اللبناني عند الساعة الرابعة من مساء السبت المقبل، ثم يلتقي المنتخب الإماراتي يوم الأحد المقبل بالتوقيت ذاته، ثم يخضع الفريق لاستراحة يوم الإثنين 27 من الشهر الحالي، على أن يستأنف مشواره الثلاثاء المقبل بمواجهة النصر الإماراتي عند الساعة الرابعة مساء، ليختتم مشواره في المرحلة الأولى "دور المجموعات" بمواجهة فريق سترونغ غروب الفلبيني عند الساعة الثامنة من مساء يوم الأربعاء المقبل.

وتأتي مشاركة اتحاد عمان في إطار التحضير لخوض منافسات بطولة دوري سوبر غرب آسيا "وصل"، والتي تقام عبر مرحلتين، الأولى بالفترة من 3 إلى 9 آذار (مارس) المقبل، والثانية في الفترة من 7 إلى 13 نيسان (أبريل) المقبل، حيث ستتواجد الفرق الستة المشاركة في مجموعة واحدة، وهي: اتحاد عمان، الرياضي بيروت والحكمة اللبنانيين، طبيعة طهران الإيراني، الدفاع الجوي العراقي والوحدة السوري.

ويقول المدير الفني لفريق اتحاد عمان عبدالله أبو قورة في معرض رده على استفسارات صحفية: "مشاركتنا في بطولة دبي الدولية تمثل محطة تحضيرية مهمة لنا من أجل بطولة وصل، ومعرفة واقعنا الحقيقي في ساحة المنافسة الخارجية، وإعادة كرة السلة الأردنية للمشاركة في هذه البطولة يمثل نجاحا كبيرا يجب البناء عليه".

ويواصل: "التنافس في البطولة سيكون قويا قياسا بحجم ومستوى الفرق المشاركة، وهذه فرصة مهمة لنا من أجل العمل على رفع مستوى الانسجام بين لاعبينا، خصوصا وأننا لم نتمكن من خوض عدد كاف من المباريات في الدوري المحلي بصفوف مكتملة حتى الآن، وذلك مع تتابع إصابات أبرز لاعبينا، فريدي إبراهيم وأمين أبو حواس وهاشم عباس والمحترف الأميركي مايكل فرايزر".

ولدى سؤاله عن أهمية دخول البطولة الدولية بطموحات المنافسة والبناء على الإنجازات السابقة التي حققها فريق زين، يقول أبو قورة: "هذا عامنا الأول على صعيد مشاركات الرجال بعد 9 أعوام من تأسيس النادي، ولا نريد الدخول في مقارنات غير منطقية، نحن نضع الأهداف التي تخدم رؤيتنا"، معربا عن تمنياته بأن يكون فريقه سفيرا مثاليا لكرة السلة الأردنية وأن يحظى بدعم الجماهير الأردنية كافة.

وتطرق أبو قورة للحديث عن ورقة المحترفين، مشددا: "البطولة توفر فرصة جيدة لتجربة المحترفين والوقوف على مستواهما الحقيقي، وأعتقد أننا بصدد تغيير أحد المحترفين إذا لم يثبت نفسه في بطولة دبي، خصوصا وأن طموحاتنا كبيرة في المنافسة ببطولة وصل وكذلك تأمين لقب الدوري المحلي".

وينتظر أن ينضم لاعب الفريق هاشم عباس إلى صفوف بعثة فريق اتحاد عمان، الذي يغادر إلى دبي مساء يوم غد، وذلك مع تعافيه من الإصابة، حيث يمتلك الفريق نخبة من العناصر الأساسية للمنتخب الوطني، ويتقدمهم أحمد الحمارشة ويوسف أبو وزنة وفريدي إبراهيم وأمين أبو حواس وفادي قرمش وعاكف الشياب وهاشم عباس وعبدالله شتات ويوسف بعبيش والطيب قاسم والمحترفين الأميركيين كيفن ألين ومايكل فرايزر، بقيادة المدير الفني عبدالله أبو قورة ومساعده نايف عصفور.

من جانبه، يؤكد قائد فريق اتحاد عمان أحمد الحمارشة

أنهم يطمحون اليوم بتسجيل الحضور الأردني على الساحة الخارجية، ونريد أن يتحقق ذلك بمشاركة أكبر عدد من فرقنا لإثبات وجودنا، بعيدا عن الاكتفاء بالمشاركة المحلية في الدوري الممتاز"، لافتا أن الاحتكاك الخارجي يحفز اللاعبين والأندية معا على التطور.

ويشير: "المشاركة الخارجية فرصة للاعب الأردني من أجل تسويق نفسه للاحتراف، وهدفنا من المشاركة في بطولة دبي يتماشى مع هدف غالبية فرق منطقة غرب آسيا في التحضير الأمثل لبطولة وصل، وبعيدا عن النتائج، فإن البطولة تعد معسكرا تدريبيا لنا من أجل الوقوف على مستوانا بشكل حقيقي ومعالجة الأخطاء".

وأتم حديثه بالقول: "الفرق المشاركة قوية وتمتلك في صفوفها نخبة من اللاعبين المحليين والأجانب، ولا يوجد مباريات سهلة في البطولة، ومن الجيد لنا الاحتكاك مع مدارس لعب متنوعة لاكتساب الخبرات واستثمارها في بطولة وصل"، مشددا أن المسابقة المحلية لا تشكل معيارا حقيقيا للتحضير الأمثل مع تباين المستوى الفني.

ونظمت بطولة دبي الدولية بكرة السلة للمرة الأولى العام 1990 تحت مسمى بطولة الشركات الرمضانية، وشارك بهذه النسخة فريق الجزيرة أرامكس ممثلا عن كرة السلة الأردنية، قبل أن يعود فريق الرياضي "الجزيرة أرامكس" سابقا لاستنشاق عبق الماضي ويسجل مشاركته الثانية في نسخة العام 2013، بعدما خسر صراع المركز الثالث و"الميدالية البرونزية" أمام فريق شباب الأهلي الإماراتي (86-102)، ثم غادر من دور المجموعات في مشاركته الثالثة بنسخة العام 2014 بحلوله خامسا بالترتيب.

ويخلو أرشيف البطولة من أسماء الفرق الفائزة بالمراكز الأولى قبل العام 2002؛ حيث ظفر فريق الحكمة اللبناني باللقب في ذلك العام، فيما تجسد تاريخ المشاركات الأردنية في فريق "فاست لينك" وخلفه فريق زين، والذي استعصى عليه اللقب ثلاث مرات بنسخ 2005 و2008 و2009 حين بلغ النهائي، قبل أن يخسر في المرات الثلاث أمام فريق الرياضي اللبناني بنتائج (82-69) و(77-75) و(77-74)، ومن قبلها تحقيق الفريق المركز الثالث في نسختي 2006 و2007 بفوزه على زوب أهان الإيراني (93-89) والرياضي اللبناني (95-81)، ليبقى فاست لينك والنسخة المطورة منه فريق "زين" يحتفظان بالسجل المشرف للمشاركات الأردنية في البطولة، التي بقي لقبها عصيا عليه بعد مشاركة هزيلة له في نسخة العام 2010، والتي توقفت عند حاجز الدور ربع النهائي بخسارته أمام مهرام الإيراني (70-66)، لتبقى الآمال معلقة اليوم على فريق اتحاد عمان لطبع بصمته الخاصة، رغم صعوبة المهمة.

الغد